بالنسبة للعديد من مشتري العقارات الأجنبية من جنسيات مختلفة، اسطنبول هي المكان الأمثل لاستثمار الأموال التي تم الحصول عليها بصعوبة. تعد الأحياء المتنوعة في أكبر مدن تركيا تحديا كبيرا للمستثمر الأجنبي، سواء كانت فيلا صغيرة على البحر، أو شقة في وسط المدينة.
ومع ذلك، فإن العديد من العوامل الأخرى تساهم أيضا في سوق عقاري قوي ومرن، وهذا ينعكس في أرقام الشراء الشهرية. ومن أصل 1720 عقارا تم بيعها للأجانب في جميع أنحاء تركيا في يوليو 2017، كانت 31٪ من المبيعات في اسطنبول.
لماذا تحظى اسطنبول بشعبية كبيرة؟
برزت اسطنبول من عشر سنوات بسبب التغيير المستمر والتجديد بعد استثمار مبالغ كبيرة من المال في مشاريع ذات نطاق واسع، بما في ذلك تحديث الأحياء وتحسين مواصلات النقل.
وارتفعت قيمة العقارات بأكثر من 40 في المائة على مدى فترة خمس سنوات حتى عام 2016، ولم يكن هناك أي زيادة في عدد المنازل التي شيدت حديثا. تعددت المناطق التي انتشرت فيها العقارات و تمددت لتصل الى المناطق الأكثر شعبية في اسطنبول مثل بيليكدوزو، ساريير، كاديكوي، إسنيورت، وباجيلار وأصبحت هذه المناطق من ضمن اهتمامات المستثمر الأجنبي.
بحيث اهتم المستثمرون بشكل خاص بالوحدات السكنية التي بنيت بهدف ربط الناس كي يكونوا مجتمعات. وقد اهتم المهندسون المعماريين والبنائين في هذا الامر عن طريق تضمين مرافق مثل المدارس ومراكز التسوق، والمرافق الترفيهية.
ما هي المناطق الاهم؟
المناطق التي تحتوي على مشروع تموله الحكومة، ترتفع أسعار العقارات مع انتقال المستثمرين لابرام اتفاق سريع. على سبيل المثال، فإن مشروع نفق اسطنبول العظيم، والذي سيكون سيتكون من مسارين وأسرع خط المترو في المدينة، لديه 14 محطة في مترو الأنفاق عبر امتداد 31 كم. ومن المتوقع أن يخدم نحو 1.5 مليون راكب يوميا.
ستتأثر الاسعار في سوق العقارات في هذه المناطق، من باكيركوى إلى سويلشيشمه ستزيد بما يتماشى مع أهميتهم. وقال خبراء الملكية أن هذه الضواحي ستشمل باهشيلفلر، غونغورين، زيتونبورنو، أيوب، فاتح، شيشلي، كايتهانه، بشيكتاش، أوسكودار، وكاديكوي.
مشروع آخر يسبب حاليا ضجة كبرى في اسطنبول هو قناة اسطنبول والذي يسعى إلى تغيير وجه المدينة. يقال إن مناطق مثل كوتشوكشكمجه، اسنيورت، باشاكشهير، أرنافتكوي قد تكون مناطق هامة بالنسبة للمستثمرين العقاريين و الانشاءات العقاراية على حد سواء.
في باشاكشهير، بلغ متوسط سعر المتر المربع للشقق في السوق أعلى مستوياته في ثلاث سنوات حيث وصل الى 987.24 دولار أمريكي، في حين شهدت أرنافتكوي ارتفاع أسعارالعقارات بما يزيد قليلا عن 55 في المئة.
المستثمرون الخليجيون يبقون الاكثر اهتماما
وقد أظهر مشتروا العقارات الخليجيون رغبة كبيرة بسوق العقارات في اسطنبول. ففي أواخر عام 2016، بلغت نسبة الشراء 1.2 مليار دولار من الممتلكات التركية وهذه نسبة قياسية من قبل المستثمرين، بحيث كان اغلب المستثمرين من الشرق الأوسط بينما كان مركز المستثمرين هو دبي.
وتتراوح مواقع هذه المشاريع من مشروع تقسيم 360 الذي تم الاستثمار فيه بمبلغ 121 مليون دولار أمريكي من المشتريات، في حين أن مشاريع نيداكيول أتاشيهير الغربية ومركز نيداكيول المالي ومشاريع نيدا بارك كاياشيهير أظهرت اهتمام كبير من قبل المستثمرين.
كما ظهرت مشاريع أخرى من يالوفا إلى زيكيرياكوي و أبدى المستثمرون اهتماما كبيرا خصوصا الذين يفضلون تأجير المشاريع.
ثقة المستثمرين
في يوليو 2017 قفزت نسبة المبيعات للعقارات لصالح الاجانب ما يقارب 65٪ في في تركيا مقارنة بعام 2016، والاتجاه الأساسي هو أن يزيد بشكل جيد في الأشهر الأخيرة من عام 2017 وأوائل عام 2018. وقد اقترح خبراء العقارات بثقة أن اسطنبول ستظل المحرك الرئيسي لهذا القطاع في المستقبل القريب، وأي شخص يتطلع إلى زيادة الاستثمار يكون قد اختار الخيار الصحيح بالنظر الى قوة هذا السوق.